نشرت صحيفة ''هافنجتون بوست'' الأمريكية تقريرا بعنوان ''ثورة مصر القادمة'' الذي ركز على كلام بعض شهود عيان أن مصر لم تقم بها ثورة من الأساس، وأن الثورة الحقيقية لم تحدث بعد، حتى على الرغم من وفاة مئات الأشخاص في ميدان التحرير بعد اندلاع الثورة.
وأكد مسؤول أمريكي سابق كان موجودا أثناء أيام ثورة 25 يناير على رأي أن مصر لم يقم بها ثورة من الأساس، على الرغم من أنه تم إلقاء القبض عليه أثناء المظاهرات، موضحا أن مظاهرات 25 يناير تمكنت من الإطاحة بمبارك فقط، وليس إحداث أية تغيرات حقيقية – بحسب ما نقلته الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن كل ما استطاعت الثورة أن تقوم به هو فتح صندوق مشكلات أمام فئة عريضة ممن لا يستطيعون التعامل مع مفهوم الحريات، يميلون إلى النأي بأنفسهم عن مضامير الحروب.
ولفتت الصحيفة إلى أن الساحة السياسية في مصر تفتقد أهم عنصر ألا وهو توفر رؤية قوية وواضحة من المواطنين والأحزاب والتيارات الدينية.
وتابعت الصحيفة أن الكثير من شباب الثوار الذين استطاعوا الإطاحة بمبارك اكتشفوا أن كل أحلامهم وأمالهم كانت ساذجة، وأصابتهم خيبة الأمل والإحباط.
وذكرت الصحيفة أن الوضع في مصر سار بخطى راسخة تجاه البيروقراطية، التي استطاع نظام مبارك تعميقها في المجتمع من خلال الجيش والشرطة.
وأضافت الصحيفة أن العقبة الحقيقة هي عدم قدرة الشعب المصري على التوصل لعلاقة أساسية بين الكنيسة والدولة، بعد فترة من حكم الجيش، وبعد انتخابات تشريعية جاءت بأغلبية إسلامية. وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعة التي كان لديها ما يكفي من الوقت لبناء نفسها تنظيميا (نشأت الجماعة سنة 1928)، جراء ذلك تمكنت بسهولة من حصد أكثرية المقاعد في انتخابات برلمان 2012، وسط منافسة من أحزاب علمانية وليبرالية نشأت في أعقاب الثورة.
وأوضحت الصحيفة أن مصر على الحافة؛ إلا أن هناك أرضية للأمل، مشيرة إلى الكثير من الوطنيين الأذكياء والشجعان، الذين لن يسمحوا لمصر أن تنهار أو تنزلق مرة أخرى إلى الإسلام الإقطاعي.
وتوقعت الصحيفة أن يتجدد العنف مرة أخرى في ذكرى تولي مرسي السلطة في 30 يونيو الجاري، وسواء أكان هناك ثورة أخرى أم لا فإن العنف على مرمى البصر، بحس الصحيفة.
ليست هناك تعليقات :
اضافة تعليق