"السلفيون"يعترفون بوجود خلافات داخلية.. ويؤكدون: السلفية فى خطر.. عضو بـ"شورى الدعوة": الاستقطابات تهدد التيار.. وهناك صراع بين تيار يؤيد الرئيس وآخر يتعامل بمبدأ "إن أحسنوا أعناهم وإن أخطأوا قومناهم"
الأحد، 17 مارس 2013 - 20:24
الشيخ شريف طه عضو الهيئة العليا لحزب النور
كتب رامى نوار
اعترف الشيخ شريف طه، عضو الهيئة العليا لحزب النور وعضو مجلس شورى الدعوة السلفية العام، بوجود اتجاهين داخل التيار السلفى، قائلاً: "أكثر ما يهدد التيار السلفى هو تحول الاستقطاب السياسى إلى استقطاب منهجى، فالتيار السلفى الآن بداخله اتجاهان، الأول: الاتجاه المؤيد للرئيس وسياساته وجماعته مطلقا، والثانى: يرى ضرورة أن تكون العلاقة وجماعته لا بد أن تقوم على مبدأ إن أحسنوا أعناهم وإن أخطأوا قومناهم".
وقال "طه"، فى تصريح له أمس السبت، إن الاتجاه المؤيد للرئيس وسياساته وجماعته مطلقا، ظنا منه أن نقد الرئيس يعنى سقوط المشروع الإسلامى، ورفع هذا السيف مصلتاً على كل من تسول له نفسه نقد سياسة الرئيس فى شىء بأنه سيكون سببا فى سقوط المشروع الإسلامى، مشيراً إلى أن الاتجاه الثانى هم من يرون أن العلاقة مع الرئيس وجماعته لا بد أن تقوم على مبدأ (إن أحسنوا أعناهم وإن أخطأوا قومناهم)، كما قال أبو بكر رضى الله عنه، وأن نصرنا للرئيس يقتضى منا أن نقول له أخطأت وأسأت إذا بدر منه ما يقتضى ذلك.
وأكد عضو الهيئة العليا لحزب النور وعضو مجلس شورى الدعوة السلفية العام، أن الخطر الحقيقى يتمثل فى تحول هذا الاستقطاب السياسى إلى استقطاب منهجى، وهو ما ظهرت بوادره فى بعض المواقف التى عرفت بالحساسة لدى السلفيين، وأشهرها (التقارب مع إيران)، مضيفاً: "سمعنا أحد الرموز السلفية الممثل لإحدى الهيئات الشرعية يقول: إنه لا يوجد ما يقلق من التقارب مع إيران، ولا داعى للمزايدة على موقف الرئاسة فى ذلك!!، ومثله قبول كثير من السلفيين لهذا الأمر تحت شعار (التقارب السياسى لا الدينى)!، وكأنهم ما دروا بالواقع الذى نعيشه ونحياه، وكأنهم ما ألقوا نظرة على سوريا أو العراق أو البحرين ولبنان والكويت، ممن تقاربت سياسيا مع إيران!، ولكن للأسف كل هذا يقبل فى إطار الاستقطاب السياسى الذى أشرت إليه آنفا".
وأضاف طه: "حدث هذا الأمر قبل هذا أثناء الثورة فتحول الخلاف السياسى والاستقطاب الحاصل فى المسار الثورى إلى استقطاب منهجى، تجلى فى أسوأ صوره فى ما يعرف (سلفيو كوستا)، وفى ميل كثير من الشباب السلفى لبعض الأفكار المنحرفة فى باب الإيمان والكفر والصدام المسلح غير المنضبط بضوابط الشرع والمصلحة والمفسدة، فى ظل روح الثورة العارمة، ومما يزيد الأمر خطورة، جهل كثير من الشباب بحقيقة التيار السلفى، ومعالمه، وقضاياه التى يتبناها تفصيلا، حتى إن كثيرا من الشباب يميز بين السلفى وغيره بطول اللحية، فالإخوانى هو صاحب اللحية القصيرة والسلفى هو صاحب اللحية الطويلة!! ويالها من سذاجة مفرطة، وسطحية فى التفكير، واختراق مثل هؤلاء الشباب متاح لأى أحد يحسن العرض ويلهب الحماسة، ويخاطب العاطفة الإيمانية الجياشة لدى السلفيين، شريطة أن يكون مظهره سلفيا، مؤكداً "أن السلفية فى خطر".
من جانبه، قال الشيخ محمد عبد المقصود، القطب السلفى، إن السفليين يرحبون بالتعددية بينهم، مضيفاً: "لا وجود لخائن بيننا، ونؤيد التعددية لأن سماع الرأى والرأى الآخر يؤدى إلى نجاح التجربة التى يقودها الشعب المصرى فى الفترة الحالية، شريطة أن يكون فى إطار اخلاقى، ونتمنى معارضة نقيه وطاهرة فى إطار أخلاقى".
وطالب عبد المقصود، فى تصريحات صحفية له، قيادات التيار الإسلامى بعدم التكبر على المعارضين لهم، قائلاً: "أثمن الأقوال التى تقول يجب ألا ينظر التيار الإسلامى إلى المعارضين لهم بنظرة فوقية، ولا تعتبروا أنفسكم أفضل منهم، لن تستطيعوا أن توصلوا رسالتكم بهذه الطريقة فمن تواضع لله رفعه"، مؤكداً ضرورة أن يكون التيار الإسلامى يداً واحدة فى الانتخابات القادمة، مضيفاً: "أفضل ما نستعد به لخوض هذه التجربة فى الفترة القادمة هو إعمال قول الله عز وجل فى كتابه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).
وحذر القطب السلفى، من الفرقة والنزاع بين أبناء التيار الإسلامى خلال الفترة القادمة، قائلاً: "الخلافات بين التيار الإسلامى لن تجلب أى شىء سوى الفشل للمشروع الإسلامى، مستشهداً بقوله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)".
وقال عبد المقصود: من حقنا أن نعتب على الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية مرة وألف مرة، ولكن ليس لنا أن نتهم الدكتور محمد مرسى بهذه الطريقة التى تقوم بها المعارضة، فنحن أصحاب رسالة؟، ولسنا طلاب مناصب، فقد تؤدى الرسالة من خلال المناصب".
اليوم السابع
ليست هناك تعليقات :
اضافة تعليق