فضيحة سياسية تكشفها الجارديان: جراحات للمتظاهرين بدون مخدر
من اشتباكات العباسية - أرشيفية
يفجر تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية وترجمه مركز النديم فضيحة سياسية من العيار الثقيل ، حيث يؤكد أن تعليمات صدرت بإجراء عمليات جراحية للمتظاهرين في إحدى مستشفيات القاهرة ، والاعتداء عليهم واحتجازهم في بدروم المستشفى .. وهذه ترجمة لما نشرته الجارديان أمس
باتريك كينجزلي ولويزا لافلاك في القاهرة
صدرت أوامر لكبارالأطباء بإجراء العمليات دون مخدر للمصابين من المتظاهرين ضدالحكم العسكري وذلك في مستشفى عسكري بالقاهرة، وذلك حسب نتائج تحقيق أمر به الرئيس محمد مرسي. كما يدعي التقرير الذي تناول ممارسات الجيش والشرطة منذ عام 2011 أن الأطباء والجنود وأعضاء الفريق الطبي اعتدوا على المتظاهرين داخل المستشفى.
هذه النتائج الخاصة أثناء مواجهات العباسية في مايو عام 2012، هي آخر ما سرب لجريدة الجارديان من تقرير غير معلن يبحث في انتهاكات حقوق الإنسان في مصر منذ بداية ثورة2011 التي أزاحت حسني مبارك.
الفصل الجديد يتضمن شهادات أطباء ومتظاهرين بشأن معاملة المتظاهرين المصابين في مستشفى كوبري القبة بالقاهرة في شهر مايو 2012.
يدعي الفصل أن طبيباعسكريا ذا رتبة عالية أمر مرؤوسيه بإجراء جراحات بدون تخدير أو تعقيم على المتظاهرين المصابين، ويضيف أن الأطباء والممرضين وكبار الضباط قاموا كذلك بالاعتداء بالضرب عليهم. وأن رتبة عالية في الجيش أمرت الجنود باحتجاز المتظاهرين في "بدروم" المستشفى.
ويخلص الفصل بتوصياتب التحقيق مع أعلى الرتب في قيادات القوات المسلحة – في تطور شديد الدلالة.
ورغم أن التقرير لم ينشر رسميا إلا أن طبيعته كوثيقة رئاسية – بالإضافة إلى صرامة توصياته – يمثل أول اعتراف من قبل الدولة بفظاعة الانتهاكات منذ وخلال ثورة 2011.
تقول هبه مريف، مديرة هيومان رايتس ووتش في القاهرة: "لا مجال للمبالغة في أهمية هذا التقرير. إنه تقرير في غاية الأهمية. حتى اليوم لم يكن هناك أي اعتراف رسمي من الدولة بالاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة أو الجيش. ودأب الجيش على القول بأنه وقف إلى جانب المتظاهرين وأنه لم يطلق رصاصة واحدة عليهم. هذا التقرير هو أول سابقة تحمل أي إدانة رسمية لمسئولية الجيش عن التعذيب أو القتل أو الاختفاء".
حسب تصريحات طبيب مناوب في المستشفى، حجبت هويته في هذا التقرير: "أطباء الجيش والجنود وأعضاء الفريق الطبي في المستشفى اعتدوا على المتظاهرين بواسطة الضرب المبرح والإهانة اللفظية".
واستطرد قائلا أن أحد كبار ضباط الجيش "أمر الأطباء بعدم استخدام أي نوع من التخدير أثناء العلاج أو عمل الغرز الجراحية. كما أمرهم بعدم تنظيف الجروح."
كذلك ادعى الطبيب أن مسئولا عسكريا ذا رتبة عالية اعتدى على المرضى المصابين "ثم أمر جنوده باحتجازهم في بدروم المستشفى". وقد دعمت شهادته بواسطة إفادات متظاهرين مصابين تلقوا علاجهم في مستشفى كوبري القبة في ذلك اليوم. وباستخدام سجلات المستشفى أكد المحققون أن جميع الشهود كانوا فعليا متواجدين خلال فترة الأحداث المدعى بها.
قال أحد المدافعين عن حقوق الإنسان أن أفعال الجيش المدعى بها كانت أقرب إلى جرائم الحرب، كما تعرفها اتفاقيات جنيف.
يقول كريم الناره، الباحث في مجال العدالة الجنائية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية "إن النتائج التي تقول بحدوث تعذيب في مستشفى عسكري وأن رتبا عالية من الأطباء العسكريين أمروا مرؤوسيهم بإجراء الجراحات دون مخدر هو أمر أكثر من مريع. لو أن ذلك حدث في سياق الحرب، أو مع أسرى الحرب، لاعتبر جريمة حرب. إنه انتهاك جسيم لأسس أخلاقيات مهنة الطب في أي سياق، ناهيك عن سياق مظاهرة حيث كان الجيش يواجه متظاهرين من نفس البلد."
اندلعت مواجهات العباسية في مايو 2012 – وهي ثاني أكبر الاضطرابات التي حدثت في المنطقة خلال أقل من عام – نتيجة لمظاهرات ضد العسكر تلت سقوط مبارك.
في العباسية يقع مقر وزارة الدفاع المصرية وكانت مركزا للاحتجاجات خلال فترة الحكم العسكري. وقد أسفرت احتجاجات مايو 2012 عن وفاة اثنين وإصابة ما يقرب من 400 أثناء المواجهات بين المتظاهرين والجنود.
لكن التقرير يستخدم أدلة بالفيديو ليدعي وجود طرف ثالث في المواجهات: "البلطجية" مدفوعين من الجيش لاختراق وتشتيت والإضرار بالمتظاهرين. "تمكنت اللجنة من التأكد من وجود تواطؤ بين قوات الأمن والجيش والبلطجية" هكذا ورد في التقرير الذي استخدم عددا من الصور والشهادات وتسجيلات الفيديو تظهر البلطجية وهم يتناولون طعاما من الجيش ويتنقلون في سياراته ويضحكون مع ضباط الجيش.
"نريد أن نبقى معا"هكذا قال احد المسئولين لبلطجي على حين كان آخر يقود سيارة عسكرية، وهي لقطة – حسب التقرير – "لا تترك مجالا للشك أن البلطجية المدنيين كانوا يتحركون بأوامرعسكرية".
عبرت لجنة الستة عشرعضوا التي كتبت التقرير – والتي ضمت محامين ومنظمي حملات وأقارب الضحايا وأفراد من السلطة القضائية – عبرت عن خيبة أملها من عدم الإعلان عن التقرير عبر القنوات الرسمية. حيث قدم الملف – الذي يضم حوالي 1000 صفحة – إلى الرئيس في يناير، لكن أحد المتحدثين باسم مكتبه قال للجارديان يوم الأربعاء أنه لم يطلع عليه بعد لأنه لازال قيد التحقيق بواسطة النائب العام.
يقول محسن بهنسي، محامي قيادي في حقوق الإنسان: "هذا التقرير لا يتم التعامل معه كما ينبغي.هناك أدلة جديدة تستدعي التحقيق فيها لكن أيا من ذلك لم يحدث."
وتقول هبه مريف"هذه التسريبات تكشف حقيقة يبدو أن الرئيس كان يتمنى أن ينساها الناس. يجب على الرئيس أن يعلن عن هذا التقرير. يجب أن ينشر كي تصبح له الصفة الرسمية."
أحد المتحدثين باسم مستشفى كوبري القبة رفض الاستماع إلى الادعاءات حين اتصلت به جريدة الجارديان كما رفض إمدادها بأي وسائل تواصل تسمح للجريدة أن تخاطب المستشفى كتابة.
كما أن الجيش المصري لم يرد على أي مراسلات بالفاكس أو البريد الاليكتروني للتعليق على الادعاءات، كمارفض متحدث باسم المكتب الإعلامي للقوات المسلحة أن يعلق أو أن يمد الجريدة بأي طريقة للتواصل مع قطاعات أخرى من الجيش.
يفجر تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية وترجمه مركز النديم فضيحة سياسية من العيار الثقيل ، حيث يؤكد أن تعليمات صدرت بإجراء عمليات جراحية للمتظاهرين في إحدى مستشفيات القاهرة ، والاعتداء عليهم واحتجازهم في بدروم المستشفى .. وهذه ترجمة لما نشرته الجارديان أمس
باتريك كينجزلي ولويزا لافلاك في القاهرة
صدرت أوامر لكبارالأطباء بإجراء العمليات دون مخدر للمصابين من المتظاهرين ضدالحكم العسكري وذلك في مستشفى عسكري بالقاهرة، وذلك حسب نتائج تحقيق أمر به الرئيس محمد مرسي. كما يدعي التقرير الذي تناول ممارسات الجيش والشرطة منذ عام 2011 أن الأطباء والجنود وأعضاء الفريق الطبي اعتدوا على المتظاهرين داخل المستشفى.
هذه النتائج الخاصة أثناء مواجهات العباسية في مايو عام 2012، هي آخر ما سرب لجريدة الجارديان من تقرير غير معلن يبحث في انتهاكات حقوق الإنسان في مصر منذ بداية ثورة2011 التي أزاحت حسني مبارك.
الفصل الجديد يتضمن شهادات أطباء ومتظاهرين بشأن معاملة المتظاهرين المصابين في مستشفى كوبري القبة بالقاهرة في شهر مايو 2012.
يدعي الفصل أن طبيباعسكريا ذا رتبة عالية أمر مرؤوسيه بإجراء جراحات بدون تخدير أو تعقيم على المتظاهرين المصابين، ويضيف أن الأطباء والممرضين وكبار الضباط قاموا كذلك بالاعتداء بالضرب عليهم. وأن رتبة عالية في الجيش أمرت الجنود باحتجاز المتظاهرين في "بدروم" المستشفى.
ويخلص الفصل بتوصياتب التحقيق مع أعلى الرتب في قيادات القوات المسلحة – في تطور شديد الدلالة.
ورغم أن التقرير لم ينشر رسميا إلا أن طبيعته كوثيقة رئاسية – بالإضافة إلى صرامة توصياته – يمثل أول اعتراف من قبل الدولة بفظاعة الانتهاكات منذ وخلال ثورة 2011.
تقول هبه مريف، مديرة هيومان رايتس ووتش في القاهرة: "لا مجال للمبالغة في أهمية هذا التقرير. إنه تقرير في غاية الأهمية. حتى اليوم لم يكن هناك أي اعتراف رسمي من الدولة بالاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة أو الجيش. ودأب الجيش على القول بأنه وقف إلى جانب المتظاهرين وأنه لم يطلق رصاصة واحدة عليهم. هذا التقرير هو أول سابقة تحمل أي إدانة رسمية لمسئولية الجيش عن التعذيب أو القتل أو الاختفاء".
حسب تصريحات طبيب مناوب في المستشفى، حجبت هويته في هذا التقرير: "أطباء الجيش والجنود وأعضاء الفريق الطبي في المستشفى اعتدوا على المتظاهرين بواسطة الضرب المبرح والإهانة اللفظية".
واستطرد قائلا أن أحد كبار ضباط الجيش "أمر الأطباء بعدم استخدام أي نوع من التخدير أثناء العلاج أو عمل الغرز الجراحية. كما أمرهم بعدم تنظيف الجروح."
كذلك ادعى الطبيب أن مسئولا عسكريا ذا رتبة عالية اعتدى على المرضى المصابين "ثم أمر جنوده باحتجازهم في بدروم المستشفى". وقد دعمت شهادته بواسطة إفادات متظاهرين مصابين تلقوا علاجهم في مستشفى كوبري القبة في ذلك اليوم. وباستخدام سجلات المستشفى أكد المحققون أن جميع الشهود كانوا فعليا متواجدين خلال فترة الأحداث المدعى بها.
قال أحد المدافعين عن حقوق الإنسان أن أفعال الجيش المدعى بها كانت أقرب إلى جرائم الحرب، كما تعرفها اتفاقيات جنيف.
يقول كريم الناره، الباحث في مجال العدالة الجنائية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية "إن النتائج التي تقول بحدوث تعذيب في مستشفى عسكري وأن رتبا عالية من الأطباء العسكريين أمروا مرؤوسيهم بإجراء الجراحات دون مخدر هو أمر أكثر من مريع. لو أن ذلك حدث في سياق الحرب، أو مع أسرى الحرب، لاعتبر جريمة حرب. إنه انتهاك جسيم لأسس أخلاقيات مهنة الطب في أي سياق، ناهيك عن سياق مظاهرة حيث كان الجيش يواجه متظاهرين من نفس البلد."
اندلعت مواجهات العباسية في مايو 2012 – وهي ثاني أكبر الاضطرابات التي حدثت في المنطقة خلال أقل من عام – نتيجة لمظاهرات ضد العسكر تلت سقوط مبارك.
في العباسية يقع مقر وزارة الدفاع المصرية وكانت مركزا للاحتجاجات خلال فترة الحكم العسكري. وقد أسفرت احتجاجات مايو 2012 عن وفاة اثنين وإصابة ما يقرب من 400 أثناء المواجهات بين المتظاهرين والجنود.
لكن التقرير يستخدم أدلة بالفيديو ليدعي وجود طرف ثالث في المواجهات: "البلطجية" مدفوعين من الجيش لاختراق وتشتيت والإضرار بالمتظاهرين. "تمكنت اللجنة من التأكد من وجود تواطؤ بين قوات الأمن والجيش والبلطجية" هكذا ورد في التقرير الذي استخدم عددا من الصور والشهادات وتسجيلات الفيديو تظهر البلطجية وهم يتناولون طعاما من الجيش ويتنقلون في سياراته ويضحكون مع ضباط الجيش.
"نريد أن نبقى معا"هكذا قال احد المسئولين لبلطجي على حين كان آخر يقود سيارة عسكرية، وهي لقطة – حسب التقرير – "لا تترك مجالا للشك أن البلطجية المدنيين كانوا يتحركون بأوامرعسكرية".
عبرت لجنة الستة عشرعضوا التي كتبت التقرير – والتي ضمت محامين ومنظمي حملات وأقارب الضحايا وأفراد من السلطة القضائية – عبرت عن خيبة أملها من عدم الإعلان عن التقرير عبر القنوات الرسمية. حيث قدم الملف – الذي يضم حوالي 1000 صفحة – إلى الرئيس في يناير، لكن أحد المتحدثين باسم مكتبه قال للجارديان يوم الأربعاء أنه لم يطلع عليه بعد لأنه لازال قيد التحقيق بواسطة النائب العام.
يقول محسن بهنسي، محامي قيادي في حقوق الإنسان: "هذا التقرير لا يتم التعامل معه كما ينبغي.هناك أدلة جديدة تستدعي التحقيق فيها لكن أيا من ذلك لم يحدث."
وتقول هبه مريف"هذه التسريبات تكشف حقيقة يبدو أن الرئيس كان يتمنى أن ينساها الناس. يجب على الرئيس أن يعلن عن هذا التقرير. يجب أن ينشر كي تصبح له الصفة الرسمية."
أحد المتحدثين باسم مستشفى كوبري القبة رفض الاستماع إلى الادعاءات حين اتصلت به جريدة الجارديان كما رفض إمدادها بأي وسائل تواصل تسمح للجريدة أن تخاطب المستشفى كتابة.
كما أن الجيش المصري لم يرد على أي مراسلات بالفاكس أو البريد الاليكتروني للتعليق على الادعاءات، كمارفض متحدث باسم المكتب الإعلامي للقوات المسلحة أن يعلق أو أن يمد الجريدة بأي طريقة للتواصل مع قطاعات أخرى من الجيش.
ليست هناك تعليقات :
اضافة تعليق